ماذا تختار.. صمت الأفكار أم الحرب والدمار؟

[center]
أصعب شيء في حياتك اليوم، وهو يجب أن
يكون أسهل شيء..

أن تجلس ببساطة على ضفة فكرك وأفكارك
المتدفقة

فكرك تماماً مثل النهر ينهر بحشود من
الأفكار ليل نهار

ما عليك إلا أن تجلس على الضفة بمشاهدة
فحسب دون اهتمام،

وستحصل لك المفاجأة....

رويداً رويداً كلما أصبحت متمركزاً
أكثر وشاهداً أكثر

ستبدأ الأفكار بالاختفاء..

لا يمكنها التواجد إلا عندما تحدد نفسك
بها وعندما تقدم الطاقة لفكرك

عندما تنسحب إلى جحرك الداخلي، يتوقف
إمداد الفكر بالغذاء..

وعندها ستتساقط الأفكار لأنها هشة مثل
أوراق الأشجار

بعدها يحلّ الصمت.. والسلام... هذا
السلام ليس صمت القبر

ولا صمت الموتى ولا صمت الصخر...

إنه تجربة مذهلة إذا صعدت في سلمها ولو
أول درجة

سيستمر السلم إلى اللانهاية...

يمكنك باستمرار اكتشاف طبقات ونغمات
جديدة من هذا السلام

سلام مفعم بالحياة والإثارة، إثارة غير
منتهية كلها بشارة...

وهذا هو معنى كلمة "النشوة"

النشوة تعني الإثارة غير المنتهية...

لا يمكنك استهلاكها أو إنهاؤها.. لا
يمكن أن تصل لنقطة تقول فيها:

لم يعد يوجد شيء لأكتشفه وأنا أشعر أن
الحياة مسطحة وبلا طعم أو رائحة..

الصمت جبل شاهق وبحر عميق

كل لحظة من الصمت تجلب معها عطراً
جديداً

والسلام يجلب معه أزهاراً جديدة...

لا يتم قول شيء لكن أشياء كثرة تُسمع

لا يتم إظهار شيء لكن أشياء كثيرة
تُشاهد

ولا يوجد أحد يقودك لكن قوة مغناطيسية
من السلام ذاته تحملك بعيداً

بعيداً عن فكرك، عن جسدك، عن جيرانك
وزوجك وزوجتك..

وتستمر الإثارة بالتعمّق والإنارة

ما لم نقدر على جعل ملايين من الناس
حول العالم

يختبرون هذا النوع من السلام، فلن يكون
ممكناً تفادي الحرب،

لأن الناس لا يمكنهم العيش في حياة
مملة مسطحة..

من الأفضل بالنسبة لهم أن يذهبوا إلى
الحرب

والحصول على بعض الإثارة ولو كانت تعني
الموت...

إذا جلبنا شخصاً لم يعرف بعد السلام
الداخلي،

وفرضنا عليه أن يعيش مسالماً،

سوف يكون إما مجرماً أو سوف ينتحر..

حتى هذا سيقدم له بعض الإثارة

الإثارة تغذية جبارة لكن فقط النوع
الصحيح منها سيكون غذاء وشفاء...

النوع الخاطئ منها سام وهدّام..

وإلى اليوم يسيطر النوع السيء من
الإثارة على وعي البشرية.

التأمل هو الحل وهو الجواب لمن يريد
فتح هذا الباب

وهو فن الاستمتاع بالسلام والصمت..

الاستمتاع بشيء ما موجود داخلك

ولست بحاجة للاعتماد على الآخرين
لتحقيقه

إنسان مسالم كهذا سيشع بالسلام للآخرين
أيضاً...

سيبدأ صمته بعدوى الآخرين ويلامس أعماق
القلوب

ويتحول صمته إلى محيط يدعو الآخرين
إليه من كل الدروب

[/center]